আপনার জিজ্ঞাসা/প্রশ্ন-উত্তর

সকল মাসায়েল একত্রে দেখুন

হাদীসের তাহকীক প্রসঙ্গে

প্রশ্নঃ ২৪২০৯. আসসালামুআলাইকুম ওয়া রাহমাতুল্লাহ, আমার একটি হাদিস সম্পর্কে জানার ছিল, হাদিস টি ছিলঃ- কেউ যদি কোরআন শিক্ষা করে, অন্য শিক্ষায় শিক্ষিত লোককে উত্তম মনে করে, তাহলে সে আল্লাহর কোরআনকে অবমাননা করলো। এই হাদিসের সনদটা আমি পাচ্ছি না দয়া করে জানাবেন? শুকরান জাযাকাল্লাহ,

২ নভেম্বর, ২০২২

৭২৮Q+২XM

উত্তর

و علَيْــــــــــــــــــــكُم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


মুহতারাম, হুবহু এরকম বা এর কাছাকাছি শব্দে কিছু বর্ণনা হাদীসের কিতাবাদিতে পাওয়া যায়।
১- তাবারানী - ১৪৫৭৫ নং হাদীস
২- শুআবুল ঈমান - ২৬৭১ ও ২৩৫২ নং হাদীস
৩- আয যুহদ লিনুআইম - ৭৯৯ নং হাদীস
৪- কিয়ামুল লাইল লিল মারওয়াযী - পৃঃ ১৭৫

ইমাম বায়হাকী রহঃ শুআবুল ঈমানে ইমাম আবু উবাইদ সুত্রে উল্লেখ করেনঃ
شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (2/ 529)
2617 - قال : أبو عبيد و عنه الحديث الآخر : ـ : من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطي فقد عظم صغيرا و صغر عظيما
شعب الإيمان (4/ 191)
قال أبو عبيد ومنه الحديث الآخر: " من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطي فقد عظم صغيرا وصغر عظيما "
কেউ যদি কোরআন শিক্ষা করে অন্য শিক্ষায় শিক্ষিত লোককে উত্তম মনে করে, তাহলে সে তুচ্ছকে বড় করল এবং বড়কে খাটো করলো। (শুআবুল ঈমান-২৬১৭)

তদ্রূপ ইসহাক ইবনে রাহুয়া/রাহাওয়াইহ তার মুসনাদে আব্দুল্লাহ ইবনে আমর রাঃ থেকে এরকম বর্ণনা উল্লেখ করেন যা তাবারানী সহ অন্যরা তদীয় কিতাবে তার বরাতে এনেছেন।
المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (ص: 649)
14575 - حدثنا محمَّد بن إسحاقَ بن راهُوْيَه، ثنا أبي، ثنا عيسى ابن يونُس، ويحيى بن أبي الحَجَّاج التَّميمي، عن إسماعيلَ بن رافع، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله بن المهاجِر، عن عبد الله بن عَمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَكَأَنَّمَا اسْتُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ. ومَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَرَأى (1) أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ [ص:650] أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ عَظَّمَ مَا صَغَّرَ (2) اللهُ، وصَغَّرَ مَا عظَّمَ اللهُ، ولَيْسَ يَنْبَغِي لِحَامِلِ القُرْآنِ أَنْ يَسْفَهَ فيمَنْ يَسْفَهُ، أَوْ يَغْضَبَ فيمَنْ يَغْضَبُ، أَوْ يَحْتَدَّ فيمَنْ يَحْتَدُّ، ولَكِنْ يَعْفُو ويَصْفَحُ؛ لِفَضْلِ القُرْآنِ» .
__________
[14575] نقله ابن كثير في "تفسيره" (1/140) ، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/222) ؛ عن المصنف، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/159) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن رافع؛ وهو متروك» .
ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (2/217-218) - عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن رافع، به، ولم يذكر رواية يحيى بن أبي الحجاج. قال الزيلعي: «ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في "معجمه"» .
ورواه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 76-المختصرة) عن إسحاق ابن راهويه، عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل، به.
ورواه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته" (51 و86) من طريق عمر بن هارون، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/396) من طريق سعد بن الصلت؛ كلاهما عن إسماعيل بن رافع، به، إلا أنه جاء عند الخطيب: «عبد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمرو» .
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (799) عن إسماعيل بن رافع، به، موقوفًا.
ورواه ابن أبي شيبة (30451) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (65) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/197) ؛ من طريق وكيع، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو، من قوله، إلا أنه جاء عند الخطيب: «عن إسماعيل بن رافع، عن أبي رافع، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو» .
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/225) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل من أهل دمشق، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، موقوفًا.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2352) من طريق محرز أبي رجاء الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، موقوفًا.

شعب الإيمان (4/ 177)
2352 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محرز أبو رجاء الشامي، عن إسماعيل بن عبيد الله، قال: قال عبد الله بن عمرو: " من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، ومن أعطي القرآن فظن أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد حقر ما عظم الله، وعظم ما حقر الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يحد فيمن يحد ولا يجهل فيمن يجهل، ولكن ليعف وليصفح لحق القرآن " " هكذا جاء موقوفا "

الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي (2/ 206، بترقيم الشاملة آليا)
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطى فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله ، وليس ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله » .

أربعون حديثا في فضل القرآن للحسيني (ص: 38)
وروى الطبراني ومحمد بن نصر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن))، انتهى.

কাছাকাছি অর্থে নুআইম তার যুহদ গ্রন্থেঃ
الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 276)
799 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا من خلق الله أعطي أفضل [ص:276] مما أعطي، فقد حقر ما عظم الله، وعظم ما حقر الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يجهل فيمن يجهل، ولا يحد فيمن يحد، ولكن يعفو ويصفح»

আবু নসর মারওয়াযীও তদীয় কিয়ামুল লাইল কিতাবেঃ

قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي (ص: 175)
حدثنا إسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحي إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي، فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن» وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه موقوفا

মোটকথা, হাদীসটি আব্দুল্লাহ ইবনে আমর রাঃ থেকে হাদীসের একাধিক কিতাবে বর্ণিত হয়েছে। যদিও হাদীসের সনদে দুর্বলতা আছে এবং হাদীসটি আব্দুল্লাহ ইবনে আমর রাঃ এর উপর মওকুফ বলেই অনেকে উল্লেখ করেছেন।
তথাপি, সনদে দুর্বলতা থাকলেও কুরআনের তা'যীম বা সম্মান প্রদর্শন শরীয়তের দৃষ্টিতে একটি ফরয বিধান।
কোন মুসলমানের জন্যেই কখনো কুরআনের শানে অবমাননাকর কিছু বলা বা করার অনুমতি নেই। এটা সুস্পষ্ট হারাম। এতে তার ঈমানের ক্ষতি সাধিত হবে।
তাই কুরআনের ধারক ব্যক্তির কখনো এরকম হীনমন্যতার শিকার হওয়া যাবেনা। আর অন্যদের জন্যেও অন্য শিক্ষায় শিক্ষিত লোককে -তার দুনিয়াবী অবস্থান যত উর্ধেই হোক- কুরআনের ধারক ব্যক্তির থেকে বেশী ফযীলতের অধিকারী মনে করা ঠিক হবে না। এবং আব্দুল্লাহ ইবনে আমর রাঃ এর হাদীসের ভাষ্যও তাই বলে। কুরআনের ধারক ব্যক্তির এতো ফযীলত ও সম্মান একমাত্র কুরআনের বদৌলতেই ।

সূত্রঃ
১-
تخريج أحاديث الكشاف (2/ 217)
666 - الحديث الخامس
حديث أبي بكر من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا
قلت غريب من حديث أبي بكر
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل
ابن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم (من أعطى القرآن فرأى أن أحدا قد أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله ومن قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه)
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه وروى ابن عدي في كامله عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعلم القرآن فظن أن أحدا أغنى منه فقد حقر عظيما وعظم صغيرا)
انتهى
وأعله بحمزة هذا وقال إنه يضع الحديث
انتهى

২- - من قرأ القرآنَ ثم رأى أنَّ أحدًا أُوتِيَ أفضلَ مما أُوتِيَ فقد استصغرَ ما عظَّمَه اللهُ تعالَى .
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء للعراقي
الصفحة أو الرقم : 1/362 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

أحاديث مشابهة:

- مَن أعْطاهُ اللهُ حِفظَ كِتابِه وظنَّ أنَّ أحدًا أُوتيَ أفضَل ممَّا أُوتيَ فقد صغر أعظَم النِّعَمِ
الراوي : رجاء الغنوي | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : الاستيعاب في معرفة الأصحاب
الصفحة أو الرقم : 2/75 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح | أحاديث مشابهة


- مَن أعطاهُ اللهُ تعالَى حفظَ كتابِه ، فظنَّ أنَّ أحدًا أُعطيَ أفضلَ ممَّا أُعطي ، فقد غَمط أعظمَ النِّعمِ
الراوي : رجاء الغنوي | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم : 5454 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً | أحاديث مشابهة


- من أعطاه اللهُ عز وجل حِفْظَ كتابِهِ، فظن أن أحدًا أُوتِيَ أَفْضَلَ مما أُوتِيَ، فقد غَمَطَ أفضلَ النِّعَمِ
الراوي : رجاء الغنوي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم : 1811 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً | أحاديث مشابهة

- مَنْ أوتيَ القرآنَ فرأى أن أحدًا أوتيَ من الدُّنيا أفضلَ مما أُوتيَ فقد صغَّر عظيمًا وعظَّم صغيرًا
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف
الصفحة أو الرقم : 2/217 | خلاصة حكم المحدث : غريب من حديث أبي بكر
التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2617) باختلاف يسير

৩-
إنَّ تعلم القرآن العظيم والقيام بتعليمه وبيان معانيه وأحكامه للناس من أفضل الأعمال وأجلِّ القرب، يحظى متعلِّمه ومعلِّمه بالخير والفضل في الدنيا والآخرة، وقد وردت أحاديث كثيرة تحض على تعلم القرآن وتعليمه؛ لأنه كلام الله تعالى، فكان خير الناس بعد الأنبياء مَنْ اشتغل به.



عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ»[1]. وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ»[2]. «وقد سُئلَ الثوري عن الجِهادِ وإِقراءِ القرآن[3]، فرجَّحَ الثاني واحْتَجَّ بهذا الحديث»[4][5].



فهذه شهادةُ حَقٍّ لأهل القرآن بأنهم خيرُ النَّاس وأفضلُهم، فلم يقل خيركم أو أفضلكم أكثركم مالاً أو أولاداً، ولا أوسعكم عقاراً أو نحو ذلك من حطام الدنيا الزائل.



وهذه هي صفات المؤمنين الصادقين المُتَّبعين للرسول صلّى الله عليه وسلّم، فهم يحرصون على تعلم القرآن وتزكية نفوسهم به، كما يحرصون على تعليم الآخرين وإرشادهم لهديه والدعوة إليه فيكون نفعاً متعدياً.



«ولا شكَّ أن الجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مكمِّل لنفسه ولغيره، جامع بين النَّفع القاصر والنفع المتعدي ولهذا كان أفضل، وهو من جملة مَنْ عنى سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]. والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع، وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ﴾ [الأنعام: 157]»[6].



وخير الناس وأفضلهم مَنْ تعلَّم القرآن حقَّ تعلُّمه، وعلَّمه حقَّ تعليمه، ولا يُتَمَكَّنُ من هذا إلاَّ بالإحاطة بالعلوم الشرعية أصولها وفروعها، ومِثْلُ هذا الإنسان يُعَدُّ كاملاً لنفسه مكمِّلاً لغيره فهو أفضل المؤمنين مطلقاً، وقد ورد عن عيسى عليه الصلاة والسلام: «من عَلِمَ وعَمِلَ وعَلَّمَ يُدعى في الملكوت عظيماً» والفرد الأكمل من هذا الجنس هو النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، ثم الأشبه فالأشبه[7].



قال القرطبي رحمه الله: «قال العلماء: تعليم القرآن أفضل الأعمال؛ لأن فيه إعانةً على الدِّين، فهو كتلقين الكافر الشَّهادةَ لِيُسْلِمَ»[8]. وبعض أهل العلم حَمَلَ الحديثين بخير الناس وأفضلهم باعتبار التَّعلم والتَّعليم: قال الطِّيبي: «أي: خير الناس باعتبار التعلم والتعليم مَنْ تعلَّم القرآن وعلَّمه»[9].



معنى التَّعلُّم والتَّعليم:

«تعلَّمُ القرآنِ وتعليمُهُ يتناولُ تعلُّمَ حروفه وتعليمَها، وتعلُّمَ معانيه وتعليمَها، وهو أشرَفُ قِسْمَيْ تعلُّمه وتعليمه؛ فإنَّ المعنى هو المقصودُ، واللفظُ وسيلةٌ إليه، فتعلُّمُ المعنى وتعليمُهُ الغايَةِ وتَعليمها، وتعلُّمُ اللفظ المُجَرَّدِ وتعلِيمُهُ تعلُّمُ الوسائلِ وتعليمُها، وبينهما كما بينَ الغاياتِ والوسائلِ»[10].



وهنا مسألتان: أَوْرَدَهُما الحافظ ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث:

(المسألة الأولى): «فإن قيل: فيلزم على هذا أن يكون المُقرئ أفضلَ من الفقيه. قلنا: لا؛ لأن المخاطبين بذلك كانوا فقهاءَ النفوس؛ لأنهم كانوا أهل اللِّسان، فكانوا يدرون معاني القرآن بالسَّليقة أكثر مما يدريها مَنْ بعدهم بالاكتساب، فكان الفقهُ لهم سجية، فَمَنْ كان في مثل شأنهم شاركهم في ذلك، لا مَنْ كان قارئاً أو مُقرئاً محضاً لا يفهم شيئاً من معاني ما يَقرؤه أو يُقرئه»[11].



(المسألة الثانية): «فإن قيل: فليزم أن يكون المقرئ أفضلَ ممن هو أعظم غناءً في الإسلام بالمجاهدة والرباط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلاً. قلنا: حرفُ المسألة يدور على النفع المتعدي، فَمَنْ كان حصوله عنده أكثر كان أفضل، فلعل «مِنْ» مَضمرة في الخبر، ولا بد مع ذلك مِنْ مراعاة الإخلاص في كل صنف منهم. ويحتمل أن تكون الخيرية وإن أُطلقت لكنها مقيَّدة بناس مخصوصين خَوطبوا بذلك كان اللائق بحالهم ذلك، أو المراد خير المتعلِّمين مَنْ يُعلِّم غيرَه لا مَنْ يقتصر على نفسه، أو المراد مراعاة الحيثية؛ لأن القرآن خير الكلام فمتعلِّمه خَيرٌ مِنْ مُتعلِّمِ غيرهِ بالنسبة إلى خَيريَّة القرآن، وَكَيْفَما كان فهو مخصوص بِمَنْ عَلَّم وتَعلَّم بحيث يكون قد عَلِمَ ما يجبُ عليه عَيْناً»[12].



وقد أدرك السَّلف الصَّالح هذه الخيرية والأفضلية التي يتميز بها معلِّم القرآن ومتعلِّمه، فحرصوا على بلوغها: فعن سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ قال: وَأَقْرَأَ أبو عَبْدِ الرَّحْمنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كانَ الحَجَّاجُ، قالَ أبو عَبْدِ الرحمنِ الَسُّلَمِي: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدي هَذَا[13]. ويتبيَّن من الأثر أنَّ (أبا عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمي)، عَلَّمَ الناسَ القرآنَ في مسجد الكوفة أربعين سنة، فقد بدأ يعلم القرآن في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أيام الحجَّاج، وهو الذي روى عن عثمان حديث: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ»[14].



ومعنى قول أبي عبد الرحمن السُّلَمي: «وذَاكَ الذي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا» ؛ «أي: أَنَّ الحديثَ الذي حَدَّث به عثمانُ في أفضلية مَنْ تعلَّم القرآنَ وعلَّمه حمل أبا عبد الرحمن أَنْ قَعَدَ يُعلِّمُ الناسَ القرآنَ لتحصيل تلك الفضيلة»[15]. ومن أجل ذلك أثنى عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله ودعا له بالخير فقال: «رحمه الله وأثابه، وآتاه ما طَلَبَه ورامَهُ، آمين»[16].



وَمِثلُه أيضاً: (الإمام المُقرئ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم المدني) أحد القراء السَّبعة، فقد أقرأَ الناسَ دهراً طويلاً يزيد عن سبعين سنة ؛ لأنه ممن طال عمره [17].



وكذلك: (الإمام أبو منصور الخَيَّاط البغدادي) تخرَّج على يديه عدد كبير من قُرَّاء القرآن، وقد وصفه الإمام الذهبي رحمه الله بقوله: «جلس لتعليم كتاب الله دهراً، وتلا عليه أمم»[18].



وقد لَقَّنَ العميانَ دهراً لله، وكان يُنفق عليهم، حتى بلغ عدد مَنْ أقرأهم مِنَ العميان سبعين نَفْساً. قال الإمام الذهبي: «ومَنْ لَقَّنَ القرآنَ لسبعين ضريراً، فقد عمل خيراً كثيراً»[19]. «قال السَّمعاني: رُؤيَ بعدَ مَوتِه: فقال: غَفَرَ اللهُ لي بتعليمي الصِّبيانَ الفاتحة»[20].


[1] رواه البخاري، (3/ 1620)، (ح5027).

[2] رواه البخاري، (3/ 1620)، (ح5028).

[3] أي: تعليمه للناس.

[4] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 97).

[5] كلام الإمام سفيان الثوري رحمه الله ينسحب على الجهاد غير المُتَعَيَّن، أما إذا انتهكت حرمات المسلمين وتَعَيَّنَ الجهادُ قُدِّم على إِقراءِ القرآن.

[6] المصدر نفسه (9/ 96).

[7] انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 229).

[8] التذكار في أفضل الأذكار (ص144).

[9] عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 229).

[10]مفتاح دار السعادة (1/ 74).

[11] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 96).

[12] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.

[13] رواه البخاري، (3/ 1620)، (ح5027).

[14] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.

[15] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 97).

[16] فضائل القرآن (ص207).

[17] انظر: معرفة القراء الكبار، للذهبي (ص64).

[18] سير أعلام النبلاء (19/ 222).

[19] المصدر نفسه (19/ 223).

[20] سير أعلام النبلاء (19/ 224).

والله اعلم بالصواب

উত্তর দিয়েছেনঃ মুসলিম বাংলা ইফতা বিভাগ

মন্তব্য ()

কোনো মন্তব্য নেই।

এ সম্পর্কিত আরও জিজ্ঞাসা/প্রশ্ন-উত্তর

৭৭৪৮৭

নখ কাটার সুন্নত


৪ ফেব্রুয়ারী, ২০২৫

রংপুর

question and answer icon

উত্তর দিয়েছেনঃ মুফতী নাঈম সিদ্দীকী বিন আব্দুস সাত্তার

৯০২৩৩

তোমাদের সন্তানদের সন্ধ্যায় ঘরে আটকিয়ে রাখ এবং কিছু সময়ের পর ছেড়ে দিও এটা কোরান বা হাদীসের কোথাও কি আছে?


২১ ফেব্রুয়ারী, ২০২৫

ঢাকা

question and answer icon

উত্তর দিয়েছেনঃ মুফতী নাঈম সিদ্দীকী বিন আব্দুস সাত্তার

৮৩৬৫৯

কোন নামাজে কোন সূরা


৪ জানুয়ারী, ২০২৫

চাঁদপুর

question and answer icon

উত্তর দিয়েছেনঃ শফিকুল ইসলাম হাটহাজারী

৮০০৩৪

সাহাবীর নামে মায়ের অসন্তুষ্টির মিথ্যা গল্প!!


৩ ডিসেম্বর, ২০২৪

চট্টগ্রাম

question and answer icon

উত্তর দিয়েছেনঃ মুফতি সাইদুজ্জামান কাসেমি

Logoমুসলিম বাংলা
play storeapp store
TopOfStack Software © 2025 All rights reserved. Privacy Policy