নবীজীর পেশাব পায়খানা জমিন গিলে নেয়ার কথাটি কি সঠিক ?
প্রশ্নঃ ২৬২০৫. আসসালামুআলাইকুম ওয়া রাহমাতুল্লাহ, আমাকে একজন বললো যে রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম নাকি যেখানে প্রস্রাব পায়খানা করতেন সেখানে নাকি তা থাকতো না,সেটা মাটির নিচে গর্ত হয়ে চলে যেত এবং তিনি নাকি বলেছেন এগুলো কিয়ামতের পূর্বে তেল গ্যাস হয়ে উঠবে!!এই সব কথার কি কোনো ভিত্তি আছে?সে আমাকে এটা হাদীস বলে দাবি করেছে!!!সে নাকি কোনো আলীমের কাছে এই কথা শুনেছে!!!,
১৮ ডিসেম্বর, ২০২২
যশোর
উত্তর
و علَيْــــــــــــــــــــكُم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
মুহতারাম,
রাসুল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লামের ফাযলা বা পেশাব পায়খানা জমিন গিলে নেয়া সম্পর্কে মুহাদ্দিসীন-আহলে সিয়ারদের মধ্যে মতানৈক্য আছে।
কতেক সীরাতবীদ এটিকে নবীজীর খুসুসিয়্যাত (বৈশিষ্ট্য) হিসেবে উল্লেখ করেছেন। আবার কতেক মুহাদ্দিসীন এটিকে প্রমাণিত নয় মত দিয়েছেন।
নবীজীর পেশাব পায়খানা জমিন গিলে নেয়া সম্পর্কে হাদীসে সহীহ কোন বর্ণনা পাওয়া যায় না।
তাবারানী রহঃ তার মুজামে আওসাতে আয়েশা রাঃ সূত্রে একটি হাদীস এনেছেন। এবং একই হাদীস দারাকুতনীসহ কতেক মুহাদ্দিসীনও এনেছেন।
المعجم الأوسط (8/ 21)
7835 - حدثنا محمود، نا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، تدخل الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى؟ قال: «أوما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء، فلا يرى منه شئ؟»
لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إسماعيل بن أبان "
যার ভাষ্য, আয়েশা রাঃ এর জিজ্ঞাসার জবাবে রাসুল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেনঃ জমীন নবীদের ফাযলা শুষে নেয়। (মুজামে আওসাত- ৭৮৩৫)
কিন্ত বর্ণনাটি মজবুত নয়। যার দরুন গিলে নেয়ার বিষয়টি সংশয়পূর্ণ। যদিও হাফেয সুয়ুতী সহ অনেকে এর অন্য একাধিক সূত্র থাকার কথা উল্লেখ করেছেন। আল্লাহই সর্বাধিক জ্ঞাত।
অতএব, এসব আলোচনা করা থেকে বিরত থাকাই শ্রেয়।
আর 'এগুলো কিয়ামতের পূর্বে তেল গ্যাস হয়ে উঠবে' এটা কুরআনে হাদীসে কোত্থাও আসেনি। এটি সম্পূর্ণ অপ্রমাণিত ও ভিত্তিহীন।
সুত্রঃ
الشفا بتعريف حقوق المصطفى - محذوف الأسانيد (1/ 155)
وَهَذَا الْخَبَرُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَشْهُورًا فَقَدْ قَالَ قَوْمٌ من أهل العلم بطهارة هذين الْحَدَثَيْنِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهذا الحديث وإن لم يكن مشهورا فقد قال ابن دحية بعد أن أورده: هذا سند ثابت. قيل: وهذا أقوى ما في الباب، وقد أخرجه الدارقطني في الافراد بسند ثابت.
البداية والنهاية ط هجر (8/ 446)
وقال أبو زرعة أيضا: ثنا إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: «قلت: يا رسول الله، تأتي الخلاء فلا نرى منك شيئا من الأذى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو ما علمت يا عائشة أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شيء؟» هذا الحديث يعد من المنكرات. والله أعلم.
إمتاع الأسماع (5/ 302)
[رابع وتسعون: ابتلاع الأرض ما يخرج منه إذا ذهب لحاجته صلّى اللَّه عليه وسلّم]
وأما ابتلاع الأرض ما يخرج منه إذا ذهب لحاجته،
فخرج الدار قطنى من حديث عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قلت يا رسول اللَّه، إني أراك تدخل الخلاء ثم يجيء الّذي يدخل بعدك فلا يرى لما يخرج منك أثرا، فقال: يا عائشة! أما علمت أن اللَّه أمر الأرض أن تبتلع ما خرج من الأنبياء؟ [ (1) ] .
وخرجه أبو نعيم [ (1) ] من حديث إسماعيل بن أبان، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن ابن محمد بن زاذان، عن أم سعد عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه! تأنى الخلاء فلا نرى شيئا من الأذى؟ قال: يا عائشة! أما علمت أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شيء؟
وقال ابن السائب عن أبى صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: لم يحدث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في موضع قط إلا ابتلعته الأرض.
وخرج البيهقي من حديث الحسين بن علوان قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا دخل الغائط دخلت في إثره فلا أرى شيئا إلا أنى كنت أشم رائحة الطيب، فذكرت ذلك له فقال: يا عائشة! أما علمت أن أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنة، وما خرج منها من شيء ابتلعته
__________
[ (1) ] أخرجه أبو نعيم في (دلائل النبوة) : 2/ 443- 444، حديث رقم (364) تحت عنوان: بوله وغائطه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال السيوطي في (الخصائص الكبرى) 1/ 176: لهذا الحديث عدة طرق، هذه التي أخرجها أبو نعيم، وأخرى أخرجها البيهقي من طريق حسين بن علوان، وأخرى أخرجها الحاكم في (المستدرك) ، وطريق رابع أخرجه الدار قطنى في (الأفراد) ، قال: حدثنا محمد بن سليمان الباهلي، حدثنا محمد بن حسان الأموي، حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة، فذكر نحوه، ثم قال ابن ادحية في (الخصائص) بعد إيراده: هذا سند ثابت، محمد بن حسان بغدادي ثقة صالح، وعبدة من رجال الشيخين.
الأرض؟ [ (1) ] .
قال البيهقي: فهذا من موضوعات الحسين بن علوان، لا ينبغي ذكره، ففي الأحاديث الصحيحة والمشهورة في معجزاته كفاية عن كذب ابن علوان [ (2) ] .
قال كاتبه: هو الحسين بن علوان أبو على الكوفي الكلبي، قال ابن معين: كذاب، وقال النّسائى متروك الحديث، وقال ابن عدي: وللحسين هذا أحاديث كثيرة، وعامتها موضوعة، وهو في عدد من يضع الحديث [ (3) ] .
وخرج أبو نعيم من حديث شهاب بن معمر العوفيّ، حدثنا عبد الكريم الخزار، حدثنا أبو عبد اللَّه المديني، عن ليلى- حاجبة عائشة وخادمتها ومولاتها- قالت:
قلت: يا رسول اللَّه! إنك تدخل الخلاء، فإذا خرجت دخلت إثرك فما أرى شيئا إلا أنى أجد رائحة المسك، قال: إنا معشر الأنبياء بنيت أجسادنا على أرواح الجنة، فما خرج منا شيء إلا ابتلعته الأرض [ (4) ] .
وذكر ابن سبع في (كتاب الشفا) عن بعض الصحابة أنه قال: صحبته صلّى اللَّه عليه وسلّم في سفر، فلما أراد قضاء حاجته عاينته وقد وجد مكانا فقضى حاجته، فدخلت في الموضع الّذي خرج منه فلم أر له أثر غائط ولا بول، ورأيت في ذلك
__________
[ (1) ] (دلائل البيهقي) : 6/ 70.
[ (2) ] (المرجع السابق) .
[ (3) ] هو الحسين بن علوان. من أهل الكوفة، كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره من الثقات وضعا، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، كذبه أحمد بن حنبل- رحمه اللَّه-
روى عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: أكثر الحيض عشرة وأقله ثلاثة.
وروى عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، وعين من نظر، وأنثى من ذكر، وطالب علم من علم.
[ (4) ] وروى غير ذلك من الأحاديث التي أوردها الحافظ محمد بن حبان بن أحمد أبى حاتم في كتاب (المجروحين) ، ثم قال: وليس لهذه الأحاديث كلها أصول، لأنها كلها موضوعة إلا حديث السخاء، فإنه يعرف من حديث الأعرج عن أبى هريرة. (المجروحين) : 1/ 244- 246، وقال الذهبي:
قال يحى: كذاب، وقال عليّ: ضعيف جدا، وقال أبو حاتم، والنسائي، والدار قطنى: متروك الحديث.
(ميزان الاعتدال) : 1/ 542- 543، ترجمة رقم (2027) .
الموضع ثلاثة أحجار، فأخذتهن في كفى فتعلقت رائحتهن رائحة طيب عطرة [ (1) ] .
__________
[ (1) ] راجع التعليق رقم (1) ، من أحاديث هذا الباب.
وذكر ابن الجوزي في (العلل المتناهية) : 1/ 187- 188، باب ابتلاع الأرض لحدثه صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث عائشة رضي اللَّه عنها من طريقين ثم قال: هذا لا يصح.
الخصائص الكبرى (1/ 120)
اخرج البيهقي من طريق حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الغائط دخلت في إثره فلا أرى شيئا إلا كنت أشم رائحة الطيب فذكرت ذلك له فقال أما علمت أن أجسادنا تنبت على أرواح أهل الجنة فما خرج منها من شيء ابتلعته الأرض
وقال البيهقي هذا الحديث من موضوعات ابن علوان
قلت كلا ليس كما قال فإن الحديث له طريق آخر عن عائشة قال ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق وحدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن زاذان عن ام سعد عن عائشة قالت قلت يا رسول الله تأتي الخلاء فلا يرى منك شيء من الأذى قال أو ما علمت ان الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء ولا يرى منه شيء وأخرجه ابو نعيم من هذا الطريق
وله طريق ثالث قال أبو نعيم حدثنا محمد بن ابراهيم حدثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حدثنا زكريا بن يحيى البلخي حدثنا شهاب بن معمر العوفي حدثنا عبد الكريم الخزاز حدثنا أبو عبد الله المديني عن ليلى مولاة عائشة قالت قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فاذا خرجت دخلت اثرك فما أرى شيئا إلا أني اجد رائحة المسك قال إنا معشر الانبياء تنبت اجسادنا على ارواح اهل الجنة فما خرج منها من شيء ابتلعته الأرض
وله طريق رابع قال الحاكم في المستدرك اخبرني مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن جرير حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا ابراهيم بن سعد حدثنا المنهال ابن عبيد الله عمن ذكره عن ليلى مولاة عائشة عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته فدخلت فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت يا رسول الله إني لم أر شيئا قال إن الأرض أمرت ان تكفته منا معاشر الانبياء
وله طريق خامس قال الدارقطني في الافراد حدثنا محمد بن سليمان الباهلي حدثنا محمد بن حسان الأموي حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله إني اراك تدخل الخلاء ثم يجيء الذي بعدك فلا يرى لما يخرج منك أثرا فقال يا عائشة اما علمت ان الله امر الأرض أن تبتلع ما خرج من الأنبياء هذا الطريق اقوى طرق الحديث قال ابن دحية في الخصائص بعد إيراده هذا سند ثابت محمد بن حسان بغدادي ثقة صالح وعبدة من رجال الشيخين
وله طريق سادس مرسل أخرج الحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد عن ذكوان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة وله طريق سابع يأتي في باب وفد الجن
المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (2/ 91)
وقد ورد مما عزاه القاضى عياض للأخباريين ومن ألف فى الشمائل الكريمة أنه- صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يتغوط انشقت الأرض وابتلعت بوله وغائطه وفاحت لذلك رائحة طيبة. قال غيره: ولم يطلع على ما يخرج منه بشر قط. وأسند محمد بن سعد كاتب الواقدى- كما هو فى بعض نسخ الشفاء، وقالوا: إنه ليس من الرواية ولا من حواشى أصل ابن جبير بل من حواشى غيره- عن عائشة- رضى الله عنها- قالت للنبى- صلى الله عليه وسلم-: إنك تأتى الخلا فلا نرى منك شيئا من الأذى فقال: «يا عائشة أو ما علمت أن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء فلا يرى منه شىء» «1» انتهى.
وفى الشفاء لابن سبع عن بعض الصحابة قال: صحبته- صلى الله عليه وسلم- فى سفر فلما أراد قضاء الحاجة تأملته وقد دخل مكانا فقضى حاجته، فدخلت الموضع الذى خرج منه فلم ير له أثر غائط ولا بول، ورأيت فى ذلك الموضع ثلاثة أحجار فأخذتهن فوجدت لهن رائحة طيبة وعطرا. قلت: وقد سئل الحافظ عبد الغنى المقدسى: هل روى أنه- صلى الله عليه وسلم- كان ما يخرج منه تبتلعه الأرض؟ فقال: قد روى ذلك من وجه غريب، والظاهر يؤيده، فإنه لم يذكر عن أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره، وأما البول فقد شاهده غير واحد.
وشربته أم أيمن والله أعلم انتهى. لكن قال البيهقى: وأما الحديث الذى أخبرنا به أبو الحسين بن بشر أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ حدثنا حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبى- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الغائط دخلت فى أثره فلا أرى شيئا إلا أنى كنت أشم رائحة الطيب، فذكرت ذلك له فقال: «يا عائشة أما علمت أن أجسادنا تنبت على أرواح أهل الجنة وما خرج منها ابتلعته الأرض» «2» فهذا من موضوعات الحسين بن علوان، لا ينبغى ذكره إلا لبيان أنه موضوع
__________
(1) ضعيف: أخرجه الدار قطنى فى الأفراد، وابن الجوزى فى الواجبات، كما فى «كنز العمال» (32253) .
(2) موضوع: أخرجه البيهقى فى «الدلائل» ، وابن عساكر عن عائشة، وقال: هذا من موضوعات حسين بن علوان، كما فى «كنز العمال» (32255) .
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (10/ 473)
الأربعون:
وبأن الأرض كانت تبتلع ما يخرج منه من الغائط، فلا يظهر له أثر ويفوح كذلك رائحة طيبة وكذلك الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام-.
روى ابن سعد أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق أنبأنا عتبة بن عبد الرحمن القشيري عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن عائشة ورجاله ثقات إلا محمد بن زاذان فينظر حاله والدارقطني في «الأفراد» أنبأنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد الباهلي النعماني أنبأنا محمد بن حسان الأموي أنبأنا عبيدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
روى ابن سعد أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق (نا) عنبسة بن عبد الرحمن القشيري عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن عائشة- ورجاله ثقات إلا محمد بن زاذان فينظر حاله قال البخاري يكتب حديثه والدارقطني في «الأفراد» أنبأنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد الباهلي النعماني أنبأنا محمد بن حسان الأموي ثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال الحافظ بن دحية في «خصائصه» ثابت وهو أقوى طرق الحديث، ومحمد بن حسان بغدادي ثقة صالح وعبدة من رجال الشيخين والحاكم في المستدرك أخبرني مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن جرير ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا إبراهيم بن سعد ثنا المنهال بن عبيد الله عمن ذكره عن ليلى مولاة عائشة- رضي الله تعالى عنها- وأبو نعيم ثنا محمد بن إبراهيم ثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري ثنا زكريا بن يحيى البلخي حدثنا شهاب بن معمر العوفي حدثنا عبد الكريم الخزاز حدثنا أبو عبد الله المدني عن ليلى مولاة عائشة والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أخبرنا أبو بلال ومحمد بن عبد العزيز الكلاني أخبرنا كثير بن محمد ثنا أبو الحسن بن الفراء أخبرنا أرطأة بن قيس بن الربيع الأسدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- والسدي أخبرنا زيد بن إسماعيل الصائغ أخبرنا الحسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت يا رسول الله إنك تدخل الخلاء فإذا خرجت دخلت أثرك فما أرى شيئا.
وفي لفظ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء ثم خرج دخلت بعده فلا أجد رائحة إلا أنني أجد ريح الطيب قالت فذكرت ذلك له وفي لفظ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المخرج دخلنا بعده فلا نرى أثر غائط ونجد رائحة الموضع رائحة الطيب وفي لفظ إذا دخل الخلاء ثم خرج دخلت بعده فلا أجد شيئا إلا أني أجد ريح الطيب قالت فذكرت ذلك له وفي لفظ قالت قلت يا رسول الله تأتي الخلاء فلا نرى منك شيئا من الأذى، وفي لفظ قالت
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت: يا رسول الله إني لم أر شيئا
فقلت يا رسول الله: إذا دخلت لتتوضأ دخلنا بعدك فلا نجد أثر غائط ونجد رائحة الموضع رائحة الطيب فقال: «أو ما علمت يا عائشة بأن الأرض تبتلع ما يخرج من الأنبياء ولا يرى منه شيء» وفي لفظ «فلأن الأرض أمرت أن تبتلعه منا معاشر الأنبياء وفي لفظ نبتت على أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شيء تبلعه الأرض» في لفظ «أما علمت أن معاشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح الجنة فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض يا عائشة» وفي لفظ: «إنا معاشر الأنبياء إذا تورطنا في بقعة أمر الله تعالى الأرض فابتلعته وحول الموضع رائحة الطيب»
كذا وقع تروطنا قال أبو الحسن بن الضحاك وأظنه والله تعالى أعلم تغوطنا.
روى الخطيب في «رواه مالك» نحوه عن جابر بن عبد الله الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- ولفظه حدثنا أبو يعلى محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الجرجاني حدثنا إسحاق بن الصلت أخبرنا مالك بن أنس أخبرنا أبو الزبير المكي حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء لو لم يأت بالقرآن لآمنت به تصحرنا في جبانة تنقطع الطرق دونها فذكر الحديث وفيه فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادرته بالماء وقلت لعل الله أن يطلعني على ما خرج من جوفه فآكله فرأيت الأرض بيضاء
فقلت يا رسول الله: أما كنت توضأت؟ قال: «بلى ولكنا معشر الأنبياء أمرت الأرض أن تواري ما يخرج منا من الغائط والبول»
وذكر الحديث.
فقال أبو الحسن بن الضحاك: حدثنا أبو القاسم محمد بن العاص حدثنا عبد الله بن فرج الزاهد حدثنا أبو جعفر بن محمد قال: أنبأنا ابن محمد بن يحيى قال: [ (1) ] أنبأنا أبو سعيد الفضل بن محمد بن إبراهيم حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد أخبرنا علي بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال بلغنا أنه لم يوجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجيع من الخلاء قط.
ورواه الحكم الترمذي عن ذكوان وهذه الطرق إذا ضم بعضها إلى بعض أدت إلى قوة الحديث وقد رواه البيهقي من طريق الحسين صلى الله عليه وسلم بن علوان عن هشام بن عروة وقال هذا من موضوعات ابن علوان وقد علمت مما تقدم أن ابن علوان لم ينفرد به بل تابعه عبدة بن سليمان وسئل الحافظ عبد الغني- رحمه الله تعالى- عما كان يخرج منه صلى الله عليه وسلم فقال روى ذلك من وجه غريب والظاهر يؤيده فإنه لم يذكر أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره، وأما البول فقد شاهد غير واحد، وشربته أم أيمن- رضي الله عنها-.
شرح الشفا (1/ 168)
وشمائله) أي سيره وأثاره (صلى الله تعالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يتغّوط) أي يريد إخراج الغائط وهو ما يبرز من ثفل الطعام من المحل المعتاد ويطلق على المطمئن من الأرض كما في قوله تعالى أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ (انشقّت الأرض فابتلعت غائطه وبوله وفاحت) بالفاء وفي نسخة بالباء الموحدة بدل الفاء أي ظهرت (لذلك رائحة طيّبة صلى الله تعالى عليه وسلم) ذكره البيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها وقال أنه موضع كما سيأتي. (وأسند محمّد بن سعد) روى عن ابن عيينة وعنه ابن أبي الدنيا (كاتب الواقدي) وهو صاحب الطبقات وله تأليف جيد مفيد في تعريف رجال الحديث قال ابن جماعة هو ثقة لكنه يروي عن الضعفاء منهم شيخه محمد بن عمر الواقدي والواقدي ولي القضاء ببغداد للمأمون وروى عن مالك حديثا كثيرا وروى عنه الشافعي وغيره واستقر الإجماع على ضعفه كما في الميزان (في هذا) أي في أن الأرض تبتلع ما يخرج منه وتفوح له رائحة طيبة (خَبَرًا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قالت للنّبيّ صلى الله تعالى عليه وسلم إنّك تأتي الخلاء) هو بالمد (فلا نرى منك شيئا) ويروى فلا يرى منك شيء (من الأذى) بالقصر وهو ما يكره ويغتم به، (فقال يا عائشة أو ما) أي أجهلت وما (علمت أن الأرض تبتلع) وفي نسخة تبلع بفتح اللام (مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَلَا يُرَى مِنْهُ شيء) وروى الدارقطني في إفراده عنها قالت قلت يا رسول الله أراك تدخل الخلاء ثم يجيء الرجل يدخل بعدك فما يرى لما خرج منك أثرا فقال أما علمت أن الله أمر الأرض أن تبتلع ما خرج من الأنبياء. (وهذا الخبر) أي الذي أسند ابن سعد (وإن لم يكن مشهورا) أي معروفا بين المحدثين وليس المراد به المشهور المصطلح عندهم نعم قال ابن دحية بعد أن أورده هذا سند ثابت قيل وهو أقوى ما في الباب ومع هذا (فَقَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِطَهَارَةِ هذين الحدثين منه صلى الله تعالى عليه وسلم) عبر عن الخارجين بهما استهجانا للتصريح باسمهما (وهو قول بعض أصحاب الشّافعي رحمه الله) وعليه كثير من الخراسانيين لكن المعتمد في المذهب خلافه كما ذكره الدلجي وقال أبو بكر بن العربي بول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ونحوه طاهران وهو أحد قول الشافعي وقال النووي في الروضة إن بوله ودمه وسائر فضلاته طاهرة على أحد الوجهين وفيه أن الحديث السابق لا يدل على المدعي كما لا يخفى بل على ضده كما يدل عليه الابتلاع اللهم إلا أن يقال الريح الطيبة تدل على الطهارة وفيه بحث نعم قال البغوي بذلك مستدلا بشهادة الاستشفاء ببوله ودمه على ما نقله الدلجي وقرره وفيه نظر أيضا من جهة عدم لزومه إذ وقع الاستشفاء ببول الإبل والجمهور ومنهم القائل به على نجاسته. (حكاه) أي القول بطهارتهما (الإمام أبو نصر بن الصّبّاغ) بالباء الموحدة المشددة (في شامله) هو بغدادي شافعي المذهب له تآليف منها الشامل ومنها الكامل.
أرجو معرفة مدى صحة هذا الكلام مع الدليل، وما هي الأقوال الصحيحة فيه وجزاكم الله خيرا، أرجو الإجابة سريعا.
معلومات تعرفها لأول مرة، عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
1) لما حملت آمنة بنت وهب برسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت ترى كل يوم في الرؤيا أحد الأنبياء والمرسلين يبشرها بأنها سوف تلد سيدهم.
2) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما ولد، خرج معه نور، رأت أمه قصور بلاد الشام على هذا النور.
3) لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحيطت مكة بكوكبة من الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام، وكانت الأكوان كلها تحتفل يوم ولادته.
4) نكست الأصنام وهوت على وجوهها، تصدع إيوان كسرى، وغيرها من المعجزات، التي تدل على أن مولود الليلة مولود غير عادي.
5) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له ظل، ولهذا سببان: أولاً: لأن الإنسان إذا كان له ظل، يمكن لكل إنسان أن يدوس بقدمه على رأس الآخر (يدوس على ظل رأسه) فالله عز وجل أكرم نبيه بأنه لم يكن له ظل.
ثانياً: أن النور الضعيف له ظل أمام النور القوي، يعني الشمعة لها ظل بوجود الشمس؛ لأن نور الشمس أقوى، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له ظل؛ لأن نوره أقوى من نور الشمس.
6) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرى من خلفه، وقد اشتهر أنه لم يلتفت قط؛ لأنه يرى من خلفه كما يرى من أمامه.
مرة كان جد بني مروان -لعنه الله- يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم سائراً، فمشى وراءه وأخذ يمد لسانه، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يمشي لم يلتفت إليه، وقال له: فض الله فاك. فسقطت أسنانه كلها في لحظتها. ومرة أخرى جاء الملعون نفسه ومشى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة هزلية، يقصد أن يهزأ بها من مشية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كن كذلك (دعا عليه أن يبقى يمشي بهذه الطريقة) فبقي حياته كلها يمشي، ويتأرجح، أصيب بشلل كامل.
7) كان لا ينام، وهو الذي كان يقول: تنام عيناي ولا ينام قلبي، يعني وهو نائم يكون بكامل وعيه لما يجري حوله.
8) كان يُسمع للطعام تسبيح في يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الطعام يسبح بين يديه فرحاً بأن أفضل، وأشرف مخلوق سيأكل منه.
9) كانت تخرج من عرق النبي صلى الله عليه وسلم رائحة العطر، كان من يصافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبقى لليوم الثاني يمسح على رأس زوجته، وأولاده، ويده معطرة من أثر مصافحة النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنما يد النبي صلى الله عليه وسلم أخرجت من جونة عطار.
10) لم يكن له طول معلوم. إذا مشى مع الطويل طاله، يعني إذا مشى مع رجل عملاق صار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطول منه، وإذا جلس كان كتفه أعلى الجالسين، أما إذا مشى وحده، فإنه يميل إلى الربعة، أي ليس بالطويل، ولا القصير.
11) تعرفه الدواب حين يركب، كانت تركض، وتنحني له ليركبها. كانت الدواب مأمورة، ونذكر عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب (التي تغير اسمها إلى المدينة المنورة، وذلك بعد أن شرفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام فيها) وصار الناس كل واحد يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكن قربه، فقال دعوها (الناقة) فإنها مأمورة، ووقفت قرب منزل أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- وخرج أبو أيوب فرحاً، وهو يقول لأمه وكانت عمياء: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جارنا، والناس يقولون طلع البدر علينا لشدة جمال النبي صلى الله عليه وسلم، والنور الذي يخرج من وجهه، فقالت والدة أبي أيوب الأنصاري: يا ليتني أراه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عينيها، فارتدت بصيرة.
12) كانت الأرض تبتلع ما يخرج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فضلات، وفضلات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرة.
13) الذباب والحشرات، لم تكن تقترب منه صلى الله عليه وسلم.
14) ولد مختوناً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على نص في تبشير بعض الأنبياء لآمنة في النوم بأنها تلد سيدهم، وإنما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد أنها أتاها آت، ولم تذكر أنه نبي.
فقد قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، قال: حدثني علي بن يزيد، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أبيه، عن عمته قالت: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب، كانت تقول: ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت له ثقلة، كما تجد النساء، إلا أني قد أنكرت رفع حيضي، وربما كانت ترفعني وتعود. وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان، فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأني أقول: ما أدري، فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، وذلك يوم الاثنين، قالت: فكان مما يقن عندي الحمل..... انتهى.
وهذا الأثر ضعيف؛ لأن في سنده الواقدي، وهو متروك كما قال ابن حجر, وقد أرسلته عمة وهب بن زمعة.
وأما عن النور الذي خرج حتى رأت أمه قصور الشام، فقد ثبت حصول ذلك في رؤيا منامية، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن العرباض ابن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وأن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم. ورواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
وأما في اليقظة عند الولادة، فقد روي في بعض الآثار حصول النور في محيط ولادته، وفي بعضها أنه أضاءت له قصور الشام.
فقد جاء في فتح الباري لابن حجر: ومما ظهر من علامات نبوته عند مولده، وبعده: ما أخرجه الطبراني عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، عن أمه أنها حضرت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ضربها المخاض قالت: فجعلت أنظر إلى النجوم تدلى حتى أقول لتقعن علي، فلما ولدت خرج منها نور أضاء له البيت والدار، وشاهده حديث العرباض بن سارية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك: إني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام. أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم. وفي حديث أبي أمامة عند أحمد نحوه، وأخرج ابن إسحاق عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، وقالت: أضاءت له بصرى من أرض الشام ... اهـ.
وأخرج البيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عثمان بن أبي العاص قال: حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته، قالت: فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور! وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن علي، فلما وضعت خرج منها نور أضاء له البيت والدار، حتى جعلت لا أرى إلا نورا. اهـ.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن فاطمة بنت عبد الله قالت: حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نوراً، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علي....
وجاء في البداية والنهاية لابن كثير، بعد ذكره لبعض هذه الآثار: وهذا وذاك يقتضي أنها رأت حين حملت به عليه السلام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، ثم لما وضعته رأت عيانا تأويل ذلك، كما رأته قبل ذلك هاهنا. والله أعلم. اهـ.
وما تفيده هذه الآثار من ولادته ليلا، ذكره جمع من أهل العلم منهم ابن سيد الناس في (عيون الأثر) والطبري في تاريخه، والماوردي في (أعلام النبوة) والبيهقي في (دلائل النبوة) وابن الجوزي في (المنتظم)، وابن كثير في (السيرة النبوية) والكلاعي في (الاكتفاء). وذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) ابن الأثير في (أسد الغابة) وابن حجر في (الإصابة) ثلاثتهم في ترجمة فاطمة بنت عبد الله أم عثمان بن أبي العاص الثقفي.
وفي هذا خلاف طويل.
قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: الصواب: أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين. روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه. أو قال أنزل علي فيه» ...
قال الحافظ أبو الفضل العراقي في المورد: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم ولد في النهار، وهو الذي ذكره أهل السير، وحديث أبي قتادة مصرح به. وروى الأربعة عن سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى- قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار. وجزم به ابن دحية، وصححه الزركشي ... قال ابن دحية: وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا. وقال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا، فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا. اهـ.
وأما النقطة الثالثة، فلم نعثر بعد البحث على ذكر لها.
وأما النقطة الرابعة: فقد روى البيهقي والطبري وابن عساكر وابن أبي الدنيا وابن السكن والماوردي عن مخزوم بن هانئ قصة ارتجاج إيوان كسرى، وسقوط شرفاته، ونقلها الطبري وابن حجر وابن كثير والذهبي، وجمع من أهل السير.
وقد خالف في ثبوتها بعض المعاصرين، معللين ذلك بأنه لم يثبت عن المعصوم شيء في هذا، ولم يذكره الفرس في تاريخهم، وراجع الرحيق المختوم، وفقه السيرة للغزالي.
وأما عن نومه: فقد ثبت أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه. فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي. رواه البخاري.
وأما عن رؤيته لما وراءه، ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل ترون قبلتي ههنا؟ فوالله ما يخفى علي ركوعكم، ولا سجودكم، إني لأراكم من وراء ظهري.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى ذَلِكَ فَقِيلَ: الْمُرَاد بِهَا الْعِلْم: إِمَّا بِأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ كَيْفِيَّة فِعْلهمْ، وَإِمَّا أَنْ يُلْهَم, وَفِيهِ نَظَرٌ; لِأَنَّ الْعِلْم لَوْ كَانَ مُرَادًا، لَمْ يُقَيِّدهُ بِقَوْلِهِ: مِنْ وَرَاء ظَهْرِ . وَقِيلَ: الْمُرَاد أَنَّهُ يَرَى مَنْ عَنْ يَمِينه، وَمَنْ عَنْ يَسَاره مِمَّنْ تُدْرِكهُ عَيْنه مَعَ اِلْتِفَات يَسِير فِي النَّادِر, وَيُوصَف مَنْ هُوَ هُنَاكَ بِأَنَّهُ وَرَاء ظَهْره, وَهَذَا ظَاهِر التَّكَلُّف, وَفِيهِ عُدُول عَنْ الظَّاهِر بِلَا مُوجِب. وَالصَّوَاب الْمُخْتَار: أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى ظَاهِره, وَأَنَّ هَذَا الْإِبْصَار إِدْرَاك حَقِيقِيّ خَاصّ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اِنْخَرَقَتْ لَهُ فِيهِ الْعَادَة, وَعَلَى هَذَا عَمَل الْمُصَنِّف، فَأَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيث فِي عَلَامَات النُّبُوَّة, وَكَذَا نُقِلَ عَنْ الْإِمَام أَحْمَد وَغَيْره. انتهى من "فتح الباري لابن حجر".
وهل تشمل تلك المعجزة حال الصلاة وغيرها من الأحوال؟ النص جاء في الصلاة، وأما غيرها من الأحوال، فلم يرد فيه نص، والمسألة محتملة عند بعض العلماء، وعند آخرين أنها خاصة بحال الصلاة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِحَالَةِ الصَّلَاة, وَيحْتَمَل أَنْ يَكُون ذَلِكَ وَاقِعًا فِي جَمِيع أَحْوَاله, وَقَدْ نُقِلَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد. انتهى من "فتح الباري لابن حجر".
وقال الملا علي القاري: فإني أراكم من وراء ظهري، لا يلزم دوامها؛ لمنافاته خبر: لا أعلم ما وراء جداري، فيخص هذا بحالة الصلاة، وعلمه بالمصلين. والله أعلم .انتهى بتصرف يسير من "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إنه يراهم من وراء ظهره، وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم: أنه في هذه الحالة المعينة يرى الناس من وراء ظهره، أما فيما سوى ذلك، فإنه لا يرى من وراء ظهره شيئا. انتهى من "شرح رياض الصالحين"
وأما الحكم، والد مروان، فقد جاء في الاستيعاب في معرفة الأصحاب: الحكم بن أبي العاص، بن أمية، بن عبد شمس، بن عبد مناف، بن قصي القرشي الأموي، عم عثمان بن عفان، وأبو مروان بن الحكم، كان من مسلمة الفتح، وأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة وطرده عنها، فنزل الطائف... واختلف في السبب الموجب لنفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إياه، فقيل: كان يتحيل، ويستخفي، ويتسمع ما يسره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى كبار الصحابة في مشركي قريش، وسائر الكفار والمنافقين، فكان يفشي ذلك عنه، حتى ظهر ذلك عليه، وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته، إلى أمور غيرها كرهت ذكرها، ذكروا أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان إذا مشى يتكفأ، وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه، فالتفت النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ يوما فرآه يفعل ذلك، فقال صَلَّى الله عليه وسلم: فكذلك فلتكن، فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ، فعيّره عَبْد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال في عبد الرحمن بن الحكم يهجوه:
إن اللعين أبوك فارم عظامه إن ترم ترم مخلجًا مجنونًا
يمسي خميص البطن من عمل التقى ويظل من عمل الخبيث بطينا
فأما قول عَبْد الرحمن بن حسان: إن اللعين أبوك، فروي عن عائشة من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، أنها قالت لمروان، إذ قَالَ في أخيها عَبْد الرحمن ما قَالَ: أما أنت يا مروان، فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك، وأنت في صلبه. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُنْتُ قَدْ تَرَكْتُ عُمَرًا يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيُقْبِلَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَزَلْ مُشْفِقًا أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ، فَدَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ. . اهـ.
وأما عن طوله: ففي البخاري ومسلم عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك في وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق، ولا آدم، ليس بجعد قطط.... الحديث, وفيه عن البراء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير.. الحديث.
وعن الحسن: كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس, ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين, أسيل الخدين, شديد سواد الشعر, أكحل العينين, أهدب الأشفار.. الحديث. حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
قال الملا علي قارئ في جمع الوسائل في شرح الشمائل: والمعنى أنه كان متوسطا بين الطول والقصر، لا زائد الطول ولا القصر، وفي نفي أصل القصر، ونفي الطول البائن لا أصل الطول، إشعار بأنه صلى الله عليه وسلم كان مربوعا مائلا إلى الطول، وأنه كان إلى الطول أقرب، كما رواه البيهقي، ولا ينافيه وصفه الآتي بأنه ربعة؛ لأنها أمر نسبي، ويوافقه خبر البراء: كان ربعة، وهو إلى الطول أقرب، وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يماشيه أحد من الناس إلا طاله صلى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان، فيطولهما، فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وفي خصائص ابن سبع: كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس، قيل: ولعل السر في ذلك أنه لا يتطاول عليه أحد صورة، كما لا يتطاول عليه معنى. اهـ.
وقد ثبت تسبيح الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقد قال ابن مسعود: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يؤكل. رواه البخاري.
وأما عن ولادته مختونا صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك روايات كثيرة، ولكنها كلها ضعيفة وواهية، ذكرها الألباني في (السلسلة الضعيفة 6270) وقد عقد ابن القيم في (زاد المعاد) فصلا في ختانه صلى الله عليه وسلم، فقال: اختلف فيه على ثلاثة أقوال، أحدها: أنه ولد مختونا مسرورا، وروي في ذلك حديث لا يصح، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في "الموضوعات" وليس فيه حديث ثابت، وليس هذا من خواصه، فإن كثيرا من الناس يولد مختونا .... وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين، صنف أحدهما مصنفا في أنه ولد مختونا، وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام، وهو كمال الدين بن طلحة، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم، وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم ختن على عادة العرب، وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين. اهـ.
وأما عن ظله: فلم نجد فيه حديثا صحيحا، وقد جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني وشرحها للزرقاني - عند الكلام على مشي النبي صلى الله عليه وسلم- أنه لم يكن له ظل في شمس ولا قمر، وعلَّلَه ابن سبع بأنه كان نورا، وعلله رزين بغلبة أنواره، وقيل: إن الحكمة في ذلك صيانة ظله عن أن يطأه كافر. ونَفْيُ أن يكون له ظل، رواه الترمذي الحكيم عن ذكوان مولى عائشة، ورواه ابن المبارك وابن الجوزي عن ابن عباس بلفظ: لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ظل، ولم يقم مع الشمس قط إلا غلب ضوؤُه ضوءَ الشمس، ولم يقم مع سراج قط، إلا غلب ضوء السراج.
وقال ابن سبع: كان صلى الله عليه وسلم نورا، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل، وقال غيره: ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه لما سأل الله أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا ختم بقوله: واجعلني نورا، أي والنور لا ظل له، وبه يتم الاستشهاد. اهـ.
وأما عن طيبه، فقد قال أنس: ما شممت ريحا قط، ولا مسكا، ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والبخاري.
وفي صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأما أنا فمسح خدي، قال: فوجدت ليده بردا، أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار. اهـ.
وفي الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض: يصافح المصافح، فيظل يومه يجد ريحها، ويضع يده على رأس الصبي، فيعرف من بين الصبيان بريحها. اهـ.
وأما عن ابتلاع الأرض لفضلاته صلى الله عليه وسلم، فقد قال الملا علي قارئ في جمع الوسائل في شرح الشمائل: روى الطبراني أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله؛ إني أراك تدخل الخلاء، ثم يأتي الذي بعدك فلا يرى لما يخرج منك أثرا، فقال: يا عائشة، أما علمت أن الله أمر الأرض أن تبتلع ما يخرج من الأنبياء. اهـ.
وقد نقل القسطلاني في المواهب اللدنية عدة آثار فيه، ثم قال: وقد سُئِلَ الحافظ عبد الغني المقدسي: هل روي أنه صلى الله عليه وسلم كان ما يخرج منه تبتلعه الأرض؟ فقال: قد روي ذلك من وجه غريب، والظاهر المنقول يؤيده، فإنه لم يذكر عن أحد من الصحابة أنه رآه ولا ذكره، وأمَّا البول فقد شاهده غير واحد, وشربته أم أيمن. انتهى.
وقد اختلف في طهارة فضلاته، فقد ذكر جمع من أهل العلم أن دم النبي صلى الله عليه وسلم طاهر، فقد صرح بذلك جمع منهم النووي في المجموع، والمرداوي في الإنصاف، والحطاب في شرح المختصر، والشيخ زكريا الأنصاري الشافعي، والبهوتي في كشاف القناع، والصالحي في كتابه الهدى والرشاد في سيرة خير العباد.
وفي فتاوى الرملي: (سُئِلَ) هَلْ الْمُعْتَمَدُ نَجَاسَةُ فَضَلَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَغَيْرِهِ، كَمَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ وَصَحَّحَهُ الشَّيْخَانِ أَمْ لَا ؟
( فَأَجَابَ) بِأَنَّ الْمُعْتَمَدَ طَهَارَتُهَا، كَمَا جَزَمَ بِهِ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ الْقَاضِي حُسَيْنٌ وَغَيْرُهُ، وَنَقَلَهُ الْعُمْرَانِيُّ عَنْ الْخُرَاسَانِيِّينَ، وَصَحَّحَهُ الْبَارِزِيُّ وَالسُّبْكِيُّ، وَالشَّيْخُ نَجْمُ الدِّينِ الْإسْفَرايِينِيّ وَغَيْرُهُمْ، ثُمَّ قَالَ الْبُلْقِينِيُّ: وَبِهِ الْفَتْوَى، وَقَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ: إنَّهُ الَّذِي أَعْتَقِدُهُ وَأَلْقَى اللَّهَ بِهِ، قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: وَكَذَا أَقُولُ، وَيَنْبَغِي طَرْدُهُ فِي سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ. اهـ.
وقال الصالحي في كتابه: الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، في الكلام على الخصائص: روى البزار والطبراني والحاكم والبيهقي، بسند حسنه الشيخ عن عبد الله بن الزبير قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الدم فقال: (اذهب فغيبه) فذهبت فشربته، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (ما صنعت) قلت: غيبته، قال: (لعلك شربته) قلت: شربته. وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال: شج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فتلقاه أبي فلحس الدم عن وجهه بفمه، وازدرده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سره أن ينظر الى رجل خالط دمه دمي، فلينظر إلى مالك بن سنان).....
وموضوع الدلالة من هذه الأحاديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على ابن الزبير، ولا أم أيمن، ولا من فعل مثل فعلهما، ولا أمرهم بغسل الفم، ولا نهاهم عن العود إلى مثله، ومن حمل ذلك على التداوي، قيل له: قد أخبر صلى الله عليه وسلم: أن الله لم يجعل شفاء أمته فيما حرم عليها. رواه ابن حبان في صحيحه، فلا يصح حمل الأحاديث على ذلك، بل هي ظاهرة في الطهارة. انتهى.
وأما عن عدم اقتراب الذباب من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم نجد فيها أثرا ولا كلاما لأهل العلم.
# اسلام ويب
والله اعلم بالصواب
মন্তব্য (০)
কোনো মন্তব্য নেই।
এ সম্পর্কিত আরও জিজ্ঞাসা/প্রশ্ন-উত্তর
৬১৮০৮
কেউ বলল আমি যাকে বিয়ে করব সে তালাক তাহলে করণীয় কি?
২৫ সেপ্টেম্বর, ২০২৪
ঢাকা

উত্তর দিয়েছেনঃ মুফতী আবু সাঈদ
৩৭০৯০
জিবরাইল (আ.) এর সিজদার ভিত্তিহীন বর্ণনার তাহকীক।
৮ আগস্ট, ২০২৩
হাটহাজারী

উত্তর দিয়েছেনঃ মুসলিম বাংলা ইফতা বিভাগ
সাম্প্রতিক প্রশ্নোত্তর
মাসায়েল-এর বিষয়াদি
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে
মাসায়েল-এর বিষয়াদি লোড হচ্ছে