প্রবন্ধ

خصائص مقالات الإمام الكوثري

লেখক:আল্লামা ইউসুফ বানুরী রহঃ
২৩ জানুয়ারী, ২০২২
১২৩৯ বার দেখা হয়েছে
মন্তব্য

يقول الأستاذ الشيخ محمد يوسف البنوري - أستاذ الحديث بدار العلوم الإسلامية بباكستان - عن خصائص مقالات الإمام الكوثري في مقدمته للكتاب:

   

مقالات الكوثري (كتاب) الحمد لله رب العالمين وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه الذين حفظوا للإسلام عزه ومجده، وعلى حملة العلم الذين ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فبلغ فيه كل جهده.


أما بعد .. فكنت قرأت كلمة في طبقات ابن سعد (ج2 ص105) بإسناد صحيح إلى مسروق - ذلك التابعي الكبير من رجال الكوفة - في حق حبر الكوفة وحبر القادسية وأقربهم إلى الله زلفى عبد الله بن مسعود قال: "لقد جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ".


هذه كلمة كنت قرأتها، رأيتها صدقت في عهدنا هذا على محقق العصر، الجهبذ الناقد البحاثة، الخبير الشيخ محمد زاهد بن حسن الكوثري المتوفى في ذي القعدة سنة 1371 هـ. سواء بسواء. فكان رجلاً يتجلى فيه بعصره هذه الميزة بأجلى منظرها. رجل جمع بين غاية سعة العلم والاستبحار المدهش ودقة النظر، والحافظة الخارقة للعادة والاستحضار المحير، والجمع بين علوم الرواية على اختلاف فروعها وشعبها، وعلوم الدراية على تفنن مراميها ومقاصدها، وبين رقة الشمائل ومكارم الأخلاق، من التواضع والقناعة بالكفاف، والورع والتقوى، والصبر على المكاره، وكرم النفس، والسماحة بخزائن معارفه ودفائن علمه، مع علم واسع بنوادر المخطوطات في أقطار الأرض وخزانات العالم، ثم الغيرة على حفظ سياج الدين، وإبداء وجه الحق إلى الأمة ناصع الجبين، كل هذا مع جمال منظر وسيماء، وقوة هيكل وأعضاء، فصدق فيه قول الله عز وجل: {وزاده بسطة في العلم والجسم}.


وعلى الرغم من كل حاسد أذعنت القلوب لفضله ونبله، وسعة علمه واطلاعه، ولا تزال هذه الأمة تباهى بأفراد وأفذاذ في كل قرن من القرون المزدهرة بجمال العلم.. بيد أن الله سبحانه يخص قرناً بعد قرون بمن يكون نظير نفسه، ونسيج وحده، لا يشق له غبار ولا يساجله أحد. وأرى أن الكوثري ممن من الله به بعد دهور متطاولة في بلاد الأتراك، نشأ في بين العلم، في مركز العلم، ورزق قريحة وقَّادة، وطبيعة نَزُوعة إلى التوسع، ونشيطة في المكابدة لا يحول دونها ملل ولا سآمة، وتلقّى العلوم من جهابذة عصره، وغرر وقته، وكانت بلاد الآستانة ينابيع فياضة بنفائس المخطوطات، وعيوناً ثرة متدفقة بنوادر الكتب، ففتح عينيه، وشاهد عن يمينه وشماله وخلفه وأمامه مكاتب طافحة بالجواهر الثمينة، فترعرع فيها شاباً ومكتهلاً يتضلع من منابعها الصافية بكل رواء، ثم غربل مكاتب دمشق والقاهرة شيخاً مجرباً، وفوق كل ذلك إنه طلب العلم للعلم أولاً، ثم طلبه للحق ثانياً، وأرى أن العلم كماله وجماله لا يحصلان إلا بهذا المنحى البديع.


لست أريد الخوض في غمار خصائصه ومميزات علمه، فإن أمامنا مقالاته وأبحاثه وهي شهود مقانع على ما أشرت إليه من مزاياه، فترى فيها ثروة علمية فياضة، يتدفق تيارها في كل ناحية من مناحي التحقيق والبحث، روايتها ودرايتها .. فقهها وحديثها .. كلامها ومعقولها .. أدبها وتاريخها، بكل دقة وبكل نصفة وبكل ديانة وبكل أمانة، ثم كل ذلك بكل صراحة لا يشوبه نفاق ولا مداهنة ولا مواربة، قياماً لخدمة الحق بما يقتضيه الحق، ونصيحة للدين بما يستدعيه الدين.


قرأت الكوثري من قريب وقرأت للكوثري كثيراً من قريب ومن بعيد، وأرى أن الحق - والحق يقال - أن القوم لم يقدروا الكوثري بما يستحقه من تقدير وإجلال، ذلك المحقق، وذلك البحاثة الناقد، وذلك الخلق الجميل، والنبل الجزيل بمعنى الكلمة.


بين يديك أيها القارئ الكريم "مقالات الكوثري" أًجِلْ فيها قداح نظرك الغائر ترى كل مقالة وكل موضوع يترقرق فيه علم عزير فياض. ولا أرى بأساً أن أذكر أمهات خصائص مقالاته وكتاباته فيما يلي إجمالاً ليكون القارئ بصيراً خبيراً، يتذوقه ذواقاً قبل تعاطيه، وتأخذه الأريحية قبل أن يرشح الإناء بما فيه:


    كل ما كان يكتب أو أراد أن يكتب يكون الحامل عليه الذب عن حوزة الدين الإسلامي والانتصار للحق، دون أن يكون مرماه إبداء تحقيق فقط، أو مغزاه رجاء ثناء الناس عليه. فترى تأليفاته وتعليقاته ومقدماته ومقالاته كلها لا يشذ عن ذلك ذرة.

    كل موضوع كتب فيه لا تجد نقلاً من غرر النقول في بابه من قرب أو بعد إلا تشاهده هناك بين يديك من مظانه وغير مظانه ومن بطون المجلدات ومن بطون الخزانات الدولية أو الشخصية، فتجد غرر النقول مما لا يتلقى إلا بشق الأنفس ماثلة أمامك بكل حسن وجمال.


كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع لذي إربة في القول جداً ولا هزلاً


    كل موضوع ترى في تحليله أراء ناضجة، وأفكاراً صائبة، وعللاً للبحث شافية وافية، هي نتيجة للبحث الطويل، والتفكير العميق، والعلم الوافر، والسعي المتواصل مما لا يقوم بمثله إلا جهابذة العلم وصيارفة النقد.

    أسلوبه في الكتابات مع تجليه بأجلى مظهر الأدب والنزاهة يغاير أسلوب عامة المتأنقين. وربما يحبس بعض المستأنسين بلين القول ورفق اللهجة، خشونة في الرد، وقسوة في الدفاع وإنما هي نتيجة حرارة دينية، وحماسة طبيعية .. الحق عنده أحب إليه من كل شيء باطل، والصدق أقرب إليه من كل زور، فطبعاً تتغير لهجة الرد على الكلام المردود بما يقتصيه قربه وبعده من الحق، فهو سمح هين لين مع كل من ضاع صوابه خطأ، وأما من أراد التلبيس في الحق أو التدليس في الدين فهو معذور في ذلك لا يستطيع اللين معه. فانظر يا رعاك الله: رجل يذكر أبا الحنيفة الإمام في المسجد الحرام بأبي جيفة! فكيف هو يقدر أن يلين معه القول. انظر كتابه "النكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة" وانظر "تأنيب الخطيب فيما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب" تجد في أسلوبهما فرقاً بيناً، تجده في الأول موادعاً سمحاً ليناً، فين حين تراه في الثاني هزبراً مزيراً.


وقصارى القول أن أسلوبه يتفاوت في الشدة واللين بمبلغ الخطورة في الكلام المردود .. وليت شعري إذا لم يكن هذا من قبيل الحب في الله والغضب في الله فماذا يكون؟ ترى الناس يستشيطون غيظاً إذا كانوا هم أهدافاً للملام والطعن، وتراهم أرحب صدوراً إذا فوقت السهام إلى دين الله وسنة رسوله! فذلك التحامل وهذا التحالم والتحمل كل في موضعه أمر شنيع!. ويعجبني قول الكوثري في (ص253): «أما الكوثري فهو - والله الحمد- ناصع الجبين جبان رعديد، لا يجترىء على تخطي حدود ما أنزل الله في ذاته وصفاته وأحكام شريعته .. لكنه بطل كرار، حنيفي حنفي يهد الأصنام كبيرها وصغيرها، ويسحق رؤوس عُبَّادها بمقامع الحجج من الكتاب والسنة والمعقول ما دام له عرق ينبض ... إلخ.»


    كل كتاب أو مقالة لأحد ممن يجله ويحترمه إذا ظهر له فيه بعد من الصواب من أية ناحية لا يحول دون الرد عليه صلته بالمؤلف الكريم بالإجلال والتعظيم، فإن الحق أحب إليه من كل شيء، انظر كتابه "الاستبصار في الجبر والاختيار" حيث رد به مزالق الشيخ مصطفى صبري متكلم عصره، وكذلك رده في عرض كلامه في بعض كتاباته على فضيلة المغفور له الشيخ محمد بخيت المطيعي.

    لا تجد في كل ما يكتب كلمات جوفاء، ولا تمهيداً فارغاً، ولا بسطاً مستغنى عنه في الموضوع، وإنما يكتب حينما يكتب صفوة ولباباً، وروحاً وجوهراً، لا يمكن لأحد أن يلخص كلامه. فليس هو يأتي بحشو في البين، ولا هو يخرج من الموضوع، وهذا أسلوب متين كالبنيان المرصوص يخضع له كل ذوق سليم.

    هو محتاط متثبت في النقل، متيقظ لكل مدلول الكلام مطابقة والتزماً بكل صنوف الدلالات .. انظر أبلغ كتابة له في الرد على نونية ابن القيم وأقسى لهجة في كتبه هل تجد فيه مغمزاً؟ وكان سيفاً صقيلاً، وصارماً مسلولاً، ومهنداً مشهوراً، لم يستطيعوا فيه رواية ولا دراية في عشرين سنة مع غاية عدائهم إياه في هذا الموضوع.

    لا يأتي في الاستدلال بأمور ذوقية أو وجدانية لا تقوم بمثلها حجة على الخصم، وإنما يأتي ببيّنات واضحة تقوم بمثلها حجة على رؤوس الأشهاد.

    هو متصلب في المعتقد كصخرة صماء، منتصر للماتريدية غاية الانتصار، حارس متيقظ، يذب عن حريم الحنيفية كل حملة شنعاء، ولا تجد لصارمه نَبْوة، ولا لجوداه كَبْوة في هذا الصدد، وهذا غاية ما يؤخذ عليه، ولكني أقول متمثلاً:


وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها


أو أقول:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب


وبالجملة فهذه أمهات خصائصه، ومميزات مقالاته وكتاباته وتأليفاته، ويطول بنا القول لو أخذنا في سرد شواهد وبيّنات من غضون رسائله ومؤلفاته....

মন্তব্য (...)

এ সম্পর্কিত আরও প্রবন্ধ

ইমাম আবু হানীফা (র.) তাবেয়ী ছিলেন

...

মাওলানা মীযান হারুন
১০ নভেম্বর, ২০২৪
৯২৫ বার দেখা হয়েছে

গবেষণা এবং গবেষণার হকদার কারা

...

মুনাজিরে ইসলাম আল্লামা আমীন সফদর রহঃ
৯ নভেম্বর, ২০২৪
২৪৫৫ বার দেখা হয়েছে

লেখকবৃন্দ

সকল লেখক →